نكران

نكران


لو كانَ لي قدَمانِ ما مشَتا تُرافقُها يَدٌ
ولسانُ حالٍ يَقْلبُ الشكوىٰ أذىً
ماكنتُ عَبداَ أتقيكَ .. أخافُ ذُلَّكْ
أنا  فوقَ هذي الأرضِ قبلَكْ
عِرْقُ التواصُلِ بَيننا
خافٍ عَليكْ
فَسَلِ النجومَ لعلّها
إن أفصَحَتْ تُنسيكَ جَهلَكْ
ألشمسُ إنْ لَفَظَتْ جَهَنَمَّ فالسُعارُ أجَلّها
حتىٰ تُجِلَّكْ
سنَنُ الطبيعَةِ أن يكونَ الظِلُّ مَقْصيّاً
فجِئتَ بَسَطتَ ظِلَّكْ
إني الجَمالُ وساءَني ألّا تَرىٰ
بيَ غيرَ ما أوهَمتَ عَقلَكْ
ما الوردُ
ما الأشذاءُ
ما الألوانُ
ما الأشياءُ ..
كنتُ لها أباَ.. كي تَنتَهي لكْ
من عطرِ أنفاسي
تفتحتِ الحَياةُ اليكَ فصرتَ تهوى
فلا تَمضي وقد أثقلتَ رِجْلَكْ
رَحَمي البِحارُ
ومن رَحَمي وُلِدتَ
فهل عَرفتَ وقد نَكَرْتَ مُوارِبا
وحَذفتَ أصلَكْ
ألروحُ فيكَ تنَفَسَتْ من مشبَكي
ونَسيلَتي
لا طينَ فيها إنّما
ريقي ونفخُ الشمسِ بَلَّكْ
أنتَ الصغيرُ ومن شيَمِ الصغارِ إذا بنوا
مجداً ضئيلاً .. غَرّهمْ
فيضيقُ فيهم كلُّ مَسلَكْ
ماذا جزائي منكَ غيرَ تنكرٍ
ياناثرَ الجَمَراتِ حولي
مُهلكاً حَرثي ونَسْلَكْ
إني عَرفتُ اللهَ مثلَكْ
نعطي بلا مِننٍ
وإنْ آذيتَنا
لَسنا الذينَ نَسِبُّ عَدلَكْ

***

عادل الحنظل
 



 

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

يا أيها الصوت المطل من الاعالي

كيف لي أن اوصل الكلمات فيك

وانت في الأعلى تناولنا

بريق الشعر

من آفاق جنتك الكلام

وما اظلك

صوت فريد النبر والاصداء

تملأ اكؤس السمار حرفك

....

مع المحبة

عبدالستار

 

زائر

16-12-2021 12:06

الشاعر القدير الاستاذ عادل الحنظل

هذا جوهر الحقيقة والمشكلة بهذا الطرح الشجاع , لاهم قضية تكتنف الحياة والوجود في واقعنا الفعلي , في المعايير المقلوبة في ميزان الحق , ان الفرع يتجاوز  على الاصل ويلغيه . ان الدخيل  يتجاوز عن الحق ويلغيه , ان الزهور البلاستكية تحتل مكان الزهور الطبيعية , ان النفاق والدجل يتغلب عن الصدق , ان الهذيان في ثريد الكلام الفارغ , يتغلب على الكلام المنطقي والابداعي  , ان الشويعر يحل مكان الشاعر ويلغي مكانه , ان الظلام يحتل مكان النور . ان اشباه المثقفين يحتلون الساحة الثقافية والادبية بأنهم هم اصل الابداع  وغيرهم خارج المعادلة , هذه الثقافة والعقلية الدخيلة تأصلت في واقعنا الكئيب والمجروح , وهذه من عيوب الواقع المنخور , فلا عتاب وشكوى وشجن لانها تصرخ في فراغ , ولكن تبقى حقيقة دامغة , ان هؤلاء صغار واقزام يهربون من الحقيقة والصدق , ومهما اثقلوا الواقع في ترهاتهم وسخافاتهم  واصواتهم المزعجة , فأن لايمكن ان يصمدوا , لان حبل الكذب والنفاق والبهرجة والاخوانية المزيفة قصيرة . ولكن مع الاسف هؤلاء يكونوا حجرة عثرة امام التقدم والتطور والابداع , خذ مثلاً المهرج السفيه محمد رمضان ممثل فن هز البطن والعري السافل والمنحط , اقام حفلة غنائية في  بغداد بهرجتها في هز البطن , واغرقوا عليه  بالمال والهدايا والساعات الثمينة , بينما الفن الاصيل محروم ومهمل , هذا الفن المنحط حتى نقابة الفنانين والموسقيين المصرية منعته من اقامة حفلات داخل مصر , لان فنه رخيص ومبتذل , ولكن في العراق استقبل كأنه اصل  الفن والغناء الاصيل , وهناك مطربين ساهموا في جلق الفن الرفيع الفن الذي يحترم الانسان يعانون ضيقة العيش والاهمال والحرمان والحيف , هذا يدل على ان الثقافة والفن في ايدي غير أمينة , او حينما يكون الاشراف لا يفرق بين الصالح والطالح . بين الكلام الموزن والصادق وبين التهريج والكلام السخيف . ها واقعنا ولا يمكن ان نتعامى عن وقائعه , ولكن هناك بديهية ثابتة الكلام الذهب يبقى ذهب والكلام الرخيص يبقى رخيص وشواهد التاريخ تثبت ذلك  . وان النكران من الطبيعة الناقصة عند الذات , فتش عن النواقص الذاتية تجد السبب والاسباب .

تحياتي ايها العزيز بالصحة والعافية , وتبقى صوت الحق الذي لا يساوم

زائر

06-01-2022 01:08

ماذا عساني أقول عن هذا القدر الهائل من الجمال المتدفق؟ جمال الصور وجمال المفردات وجمال الإيقاع، وبالمناسبة أجمل أنواع الشعر برأيي هو العمودي الذي يوضع في قالب قصيدة التفعيلة، قصيدتك عمودية لكنها في نفس الوقت قصيدة تفعيلة، القضية باختصار هي قضية موهبة، هناك أناس موهوبون بالفطرة، مثل بيتهوفن وبيكاسو والسياب والمعمارية زها حديد، وأنت يا أستاذ عادل موهوب، باختصار: هم عندهم تي أس إيليوت، ونحن عندنا عادل الحنظل، بالمناسبة أنت لا تنشر قصائد متوسطة أو ضعيفة أبداً، لاحظتُ أنك تنشر فقط قصائد في قمة النضج والجمال، ربما أنت تنظم شعرا أكثر مما تنشر ولكن يبدو أنك تحذف أية قصيدة اذا شعرت أنك غير مقتنع بها، وهذا شيء جيد، بينما أنا على سبيل المثال أنشر أغلب قصائدي التي فيها الغث والسمين، وربما حتى قصائدك التي لم تنشرها جميلة أيضاً لكنك حرمتنا من قراءتها، دمت لنا يا شاعرنا المبدع.

عادل الحنظل

17-12-2021 12:11

أستاذنا الكبير الشاعر المتألق عبدالستار نور علي

تحايا من القلب لحضورك البهي وشكرا لكلماتك التي غمرتني بسعادة بالغة.

نحن ياسيدي نتعلم منكم، وكل ملاحظة تأتينا تضيف لنا الكثير.

دمت بصحة وابداع راق,

عادل الحنظل

17-12-2021 12:12

الاديب والناقد الثر الاستاذ جمعة عبدالله

شكرا عزيزي لغوصك في النص وما يؤول اليه من معان ودلالات.

ماتقوله عن الحال في بلدنا صحيح تماما، فكل شيء انقلب عاليه سافله واصبحت الخطايا هي الحسنات، وهذا أمر متوقع في مجتمع يسود فيه الجهلة وقطاع الطرق.

الف تحية لك ايها العزيز الطيب ابا سلام

زائر

17-12-2021 12:06

الشاعر الخصيبيّ الجميل عادل الحنظل

حياكم الله

للخير، كما يقولون أخي عادل، طريقان : بذل المعروف أو نيته ... ومن لم يكن له لا في هذا و لا في ذاك

فهو أرض بوار.

قصيدة تشجب نكران الجميل بشاعرية مرهفة، يحيطها فضاء واسع من المعرفة و الإدراك

فيها ....الم وجرح.

بوركت أخي الحبيب  أبا يوسف وطيب الله قلبك و روحك.

 

زائر

18-12-2021 12:09

الشاعر والمصور الحاذق زياد السامرائي

يقال أن الشعر والفلسفة لا يجتمعان وأن الفلسفة تفسد الشعر لانه احساس وحالات نفسية بعيدة عن مذهب المنطق، لكني احاول بث نوع من التفكير في الابيات قد تقترب او تبتعد من مفاهيم الفلسفة التقليدية، وهي محاولة لجعل القاري يذهب بفكره يمينا أو شمالا كي يسنتقر اخيرا في الوسط، بمعنى جعله يفكر في المراد، رغم أن هذا المنهج محفوف بمخاطر الفشل أحيانا، فشل الشاعر أقصد.

حياك الله عزيزي ودمت نفسا صافية صادقة مع خالص تقديري ومحبتي

 

ليس هناك قصيدة من قصائد الشاعر عادل الحنظل توحي بأنها تبسيط بديهي لمشاعر شتى تشغل وجدان الشاعر، فالشعر هنا يُعبِّر عن منعطفات وتجارب قد تبدو شائعة، ولكن عادل الحنظل برؤيته الثاقبة للأشياء تجعل منها شيئاً مختلفاً ومميزاً، بطريقة تجعل من فلسفته في الحياة شعراً يوضح المسافة بين ذات الشاعر والعالم الذي يعيشه بلغة متهكمة ولكنها رقيقة، رقة الشاعر نفسه وإن إحتوت على العذاب والحزن.

"إني عَرفتُ اللهَ مثلَكْ
نعطي بلا مِننٍ
وإنْ آذيتَنا
لَسنا الذينَ نَسِبُّ عَدلَكْ"

 

دمتَ أخي الحبيب عادل بخير وعافية وعطاء مستمر

زائر

18-12-2021 12:09

الاديب والمترجم المقتدر الاستاذ عامر السامرائي

 اعرب لك بدءا عن كبير امتناني وسعادتي لاستحسانك النص وأيضا لنظرتك العميقة والصحيحة لمنهجي المتواضع في القصائد.

بالتأكيد ان كل الشعراء الذين نعرفهم كتبوا قصائد في أواخر عمرهم تختلف كثيرا عما كتبوه في سني شبابهم، فالتجارب مع السنين تغني الشاعر وتضع الكثير من التبصر في شعره مهما اختلف غرضه.

أعجبتني عبارتك ( بلغة متهكمة ولكنها رقيقة)، هذا صحيح تماما، فالتهكم يرد في الكثير من النصوص وهو احتجاج مبطن على الكثير من المفاهيم السائدة.

دمت ايها الاخ الحبيب الاستاذ عامر وطابت أوقاتك

التعليقات

إدراج الإقتباسات...