هي الهواء...فارتبكت الموسيقى

أخي زياد كامل السامرائي الشاعر المتميز .. سلام الله عليك ياهزار الفراتين..

لقد قرأت لك نصوصا كثيرة وتأملت في إبداعاتك لوحات كثيرة فوجدتك تغرد في فضاء منفرد وتستخدم لغة منفردة وصياغات لغوية خاصة ، مقطوعة الصلة عن التجارب الشعرية العربية السابقة .. 

أنت يازياد بكل موضوعية لا تطور معاني مطروقة وانما تخلق معانيك التي تتقاطر من احساس انسانك العميق الأصيل لتنقل الى المتلقي ماتشعر به انت لا مايشعر به انسان الذاكرة كما يفعل كثير منا في الوقت الراهن ..

اسمع يامغير آفاق الإنتظار إنك مدهش..

سألتُ كحلكِ الجامح وراء ما يحدثُ للفصولِ

وهي تنفّرجُ لمزاجِ الحديقةِ

لعلّ الأيام التي أقبلتْ وهي تُطفىءُ الوقت

لم تذقْ لحظة من شفتيكِ !

أبصرتُ بها أنا كل العالم

وهو يتشكّل كموسيقى.

صديقي الشاعر الجميل زياد السامرائي المحترم

هذه القصيدة عبارة عن نقلة ضروريةكنا ومازلنا بحاجة لها

أو كأنها واحةنستفيء بظلالها كلما أردنا أن نخفف من آلامنا وأحزاننا ومعاناتنا أكان ذلك قسراً

أو طوعاً بابتعادنا أو تقربنا من ذلك ( الكوكب ) الذي لطالما كنا معه وكان معنا ..ندور مع

مدارته متى ما احتجنا لطمأنة انسانيتنا وعواطفنا الصادقة والعفوية ..،

نبتعد عنه حيناً ونقترب منه أحياناً .. ولكن ليس لنا سوى الانجذاب اليه والدوران في فلكه .

وكثيرا ما كنا نحلم به تارة ونرسم في اذهاننا له صوراً ملونة تارة أخرى ..،

وكل ذلك ما كان بمعزل عن نغم جميل أو لحن ساحر يزيدنا حباً وتفاؤلاً واقبلاً على الحياة ..،

تلك الأيام رحلت ... أما هو فلم يرحل وبقي يسكن في أفئدتنا وكأنه ... حارس لمعبد .

شكراً أيها الصديق الشاعر زياد السامرائي

وبورك جهدك النبيل .

أصرت بها أنا كل العالم

وهو يتشكّل  كموسيقى

الشاعر المبدع  زياد كامل السامرائي

ودّاً                   ودّا

يقرأ  زياد كشاعر  ما   تعزفه  حدوسه  على الظلال التي تتحول  وهي تصنع الوجود كله 

من  حوله وفي مخيلته,  ونحن القرّاء  إذ نقرأ نص زياد الشعري بامتياز  تدهشنا  قدرته

على  تنويط الظلال  , الشعر الحديث  هو في الحقيقة  تجسيد لحركة الظلال التي  تلوّن

الأشياء  والأفكار  ولا يكون الشاعر شاعراً  حديثاً إذا بقي  وصّافاً  فوتغرافياً  للخارج  وبَـوّاحاً

لأحاسيسه الداخلية  ,  ففي نص شعري حديث كهذا النص ينصرف الشاعر الى تشكيل

صوري  أكثر تعقيداً من مجرد ايصال  رسالة  بل  هو  استدراج للقارىء  كي يتخلّى عن كل

تعميم   ويواجه  النص  كأنه يقرأ  قصيدة  من نسخة واحدة  أصلية  لا تتكرر  ومن  هنا

تأخذ قيمتها كعمل ابداعي  .

زياد  شاعر مخلص لمواصفات  القصيدة الحديثة  المكتنزة  التي يكتبها شعراء  عرب من

مختلف الأجيال ولا يريد  هجرانها الى  ما  هو  أحدث منها  ولا الى ما هو  أعرق منها  ربما

لأن الشاعر زياد قد وجد فيها ضالته التعبيرية  الألصق بذائقته ومزاجه  وما اريد  التطرق اليه

في هذا التعليق  هو ان  هذا اللون المركّز  من قصيدة النثر  لا يمكن  تعميمه على نص طويل

لأنه سيجعل القارىء   يحس بأن النص  بحاجة الى بناء وتشكيل  بصيغة  من الصيغ كي يبرر طوله .

أعجبني النص وتفاعلت معه بوصفه  قصيدة  نثر  كاملة الدسم .

دمت في صحة  وإبداع أخي زياد