ضجر تآلف انتقال (قصتان قصيرتان جدا)

ضجر تآلف انتقال (قصتان قصيرتان جدا)


تآلف سياسي

عزم أمير من أمراء آسيا القديمة على حكم بلاده بحزم في أول قرن من القرون الوسطى. حدد توجهه ومخططاته. انتقى، بعدما تحكم جيدا في قواعد الانتخاب، رجال المرحلة بالديمقراطية المباشرة لأول مرة في تاريخ بلاده. فرح المحظوظون لإتاحتهم الفرصة لاستغلال إمكانياتهم المعرفية التي كانت مهمشة في السابق. غضب الخارجون من دوائر النفوذ غضبا هستيريا من هذا التجديد والقطيعة المفترضة مع الماضي. رددت الخطابات برسائل التهديد والوعيد. واجهتهم عبارة مدوية عمت الفضاء بشكل كامل "اكتملت دورتكم في منطق السلسلة السياسية، اكتظت طوابير خارج الأبواب الموصدة، ولن ننتظر الضغط المكسر للأقفال"، فاستسلموا للأمر الواقع.

جمع الأمير مستشاريه بسرعة. اتخذ القرار السهل. حان دور النشيطين الجدد من أبناء القوم. أعطيت التعليمات للتفاوض مع المهووسين بغريزة الكراسي الوثيرة عن المصالح غير المشروعة في الخفاء. حدد أفق ظرفي لتنمية البلاد بمستوى أقل. انهزمت الموضوعية نسبيا، لكن اشتد العزم على تحقيق تقدم البلاد بخطوتين إلى الأمام.

أعيد تحديد قواعد الاصطفاف في الطوابير كما وكيفا. تم تقسيم الشأن التنفيذي العام إلى مجالات اشتغال كافية. تم تفييء المسالمين الوطنيين في الانتظار حسب درجات تعبيرات الولاء المتجددة. ارتاحوا لمنطق الأمير الجديد. وافقوا على تأجيل إدماجهم في خدمة وطنهم. انشغلوا بالتدريب في الظل عن ممارسة المسؤولية بالسرعة والنجاعة المطلوبتين. أعلنوا التزامهم واستعدادهم للعمل ليل نهار لتقوية سواعد الأمير أكثر، وتمكينه من الاستغناء عن الدهاة في المستقبل.

 

اختبار وضجر انتقال

تعب عبد العليم من غربته في عمله ومحيط يومياته مع دخول الخريف في وطن نشأته. ابتأس من تكتلات غير مفهومة المقاصد، تزداد تحركات أفراد شبكاتها ريبة ومقتا. استأذن وطلب عطلة قصيرة. في اليوم الأول صباحا، مصطفين في خندق مظلم بآفاقه، سألوه والعتمة تجبرت وعمت الأمكنة مقاومة، ثم كرروا السؤال عدة مرات. تعمد الجواب بإضافة كلام تافه لأنه كان يعلم يقينا أنهم تعمدوا السؤال وهم على بينة من الجواب.

مقت الدسائس المستأجرة ومستوى الاختراق الذي يضايق الهواء الذي يستنشقه. يستحضر بوعي تام دائم تميز الدنيا عن الآخرة كارها الانتحار الذي يتربص بالنفوس المنهكة. استمر متهكما من غربته المكهربة بنفحات التربص المضنية، ولم يدر في خلده سوى كونه لا يملك إلا الاستمرار بمردوديته الجادة المعتادة، متشبثا بحبه لوطنه وثوابته المقدسة.

 

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد ! كن أول المعلقين !

التعليقات

إدراج الإقتباسات...