خبرات وطن في مهب الريح

خبرات وطن في مهب الريح


خبرات وطن في مهب الريح

الحسين بوخرطة

 

كل مجالات الحياة، بسلطها المختلفة، صراع مرير بمنطق المصلحة. سؤال يغرد باستمرار فوق رأس الفاعل كابسا أنفاسه : مع من أنت ؟ حدد موقعك ؟ حدد معسكرك؟

في ليلة حالكة من ليالي كورونا اللعين، جاء مرسول طالبا جلسة في حضرة عبد الجبار في دارته المطلة عى النهر الكبير في بلاده، وطرح عليه نفس السؤال الاستفهامي بدهاء الدناءة ؟ فأجابه بتباه وعفوية كبيرة: أنا معسكري صراط مستقيم؟

تفاعل المرسول بسرعة مع هذه العبارة غير المرحب بها باستهزاء مضمر: إنه ادعاء زعامة، وغادر المكان حزينا.

اتخذ قرار تهميش عبد الجبار بالرغم من مكانته العلمية والفكرية المرموقة، وحرم وطنه، شعبا ومؤسسات، من الاستفادة من خبرته وخدماته.

احتار عبد الجبار مستغربا من مواقع وجوده اليومية التي لا تستوعبها إلا الهوامش. أصابه الاكتئاب ناصرته كل أعضاء جسمه حتى أصيبت بسقم مزمن. انشغل بمرضه وأنينه طوال ثواني أيام عمره المتبقية. عصف منطق حياة أمة بطاقة وطن بلا سؤال أو رحمة. ساد واستفحل الكساد والضغينة. اغتيل نفس المعرفة والخبرة في حياة مجتمعه، فاستسلمت الروح الجماعية للموت البطيء. فقد وطن عبد الجبار

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

جمعة عبدالله

08-01-2022 01:04

الاديب القدير الاستاذ الحسين بوخرطة ..........

نص سردي بليغ المعنى والمغزى الدال  والبليغ , نعم هذه المعضلة الاولى في اوطاننا , في معاييرها الخاطئة , بأنها  لا تقدر ولا تحترم  المكانة العلمية والادبية لاصحاب الخبرة والكفاءة  , والتي بهم يتقدم  ويتطور الوطن نحو الافضل , فأصحاب الابداع العلمي والادبي يعانون الاهمال والحرمان والحيف , في عسر المعاناة , لذلك يضطرون الى الهجرة  والبحث عن الاوطان التي تحترم القيمة الانسانية , تحترم القيمة العلمية لاصحاب  الكفاءة والخبرة , لانهم ثروة تقدم الحياة وتطورها نحو الافضل  , بدونهم تكون الحياة فقيرة وعسيرة .............

تحياتي بالعام الجديد بالخير والصحة

زائر

09-01-2022 01:03

سيدي جمعة عبد الله حفظك الله ورعاك.

أشكركم على تعقيلقكم الجميل والمفيد. أساهم بدافع دور وأهمية وقع القصة القصيرة في حياة المجتمعات. فتكثيف العبارات وقصرها وقوة الرسائل المترجمة لتجارب النخب هو زاد دسم تتغذى منه الأجيال بسرعة ويتيسر بها هضم المعاني والتاويلات.

التعليقات

إدراج الإقتباسات...